بديل التفاوض بقاء لبنان معرّضا للقصف والضرب ليل نهار
في وقت يكرر فيه رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون تأييده للتفاوض كخيار وطني لبناني جامع، وقبل ساعات معدودة من جلسة مجلس الوزراء بعد ظهر اليوم للاطلاع على التقرير الشهري لقيادة الجيش حول سلاح "حزب الله"، اطل الحزب بـ"كتاب" مفتوح تصعيدي عالي النبرة ، رفض فيه التفاوض مع إسرائيل ووصفه بـ"الإنزلاق" مشددا على ان موضوع حصرية السلاح لا يُبحث استجابة لطلب أجنبي بل يُناقَش في إطار وطني، ومؤكدا على الحق المشروع في مقاومة الاحتلال...
وقبل ان يجف حبر البيان تجددت الغارات الحادة على الجنوب، ودعا رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو الى اجتماع للحكومة المصغرة مساء اليوم، واعلنت القناة 12 الإسرائيلية أنّ "الجيش الإسرائيلي يستعد لتدخل عسكري في لبنان بهدف إضعاف حزب الله". وأشارت الى أنّ "التدخل الإسرائيلي في لبنان هدفه دفع الحكومة اللبنانية إلى توقيع "اتفاقية مستقرة" مع إسرائيل". ونقلت القناة عن مسؤولين، قولهم: "لن يُسمح لحزب الله بتعزيز قوته ولن يعود إلى ما كان عليه في السادس من تشرين الأول 2023".
وتعليقا على "نبرة الحزب" أكدت مصادر مطلعة أن الرئيس جوزيف عون يمارس صلاحياته وفقاً للدستور، مشددة على أن الدول هي صاحبة القرار بالتفاوض من عدمه، ومؤكدة انه "لا يمكن لأي جهة نسف دور الدولة".
الى ذلك رأت اوساط سياسية مواكبة، عبر وكالة "اخبار اليوم" ان حزب الله رسم خطّا جديدا بينه وبين الدولة ومؤسساتها، معتبرة ان البيان ليس واقعيا خصوصا وانه لم يقدم اي بديل، وفي الوقت نفسه هو رد مباشر وموجه الى الرئيس عون الذي ايد التفاوض مع اسرائيل.
واذ اشارت ان البديل عن التفاوض- وفقا لكتاب الحزب- هو بقاء لبنان معرضا للقصف والضرب ليل نهار، قالت: صحيح انه من حق الشعوب ان تقاوم دفاعا عن ارضها، ولكن في المقابل من واجب الدول ان تحفظ الناس وارزاقها واعناقها، وبالتالي عليها ان تقدم البديل الفعلي القابل للتنفيذ.
وكيف يتم الوصول الى هذا "البديل"، قالت الاوساط: يجب ان يكون هناك آليات داخلية وطنية لبحث سلاح حزب الله، بمعنى انه آن الاوان لاطلاق طاولة للبحث الاستراتيجي حول تسليم السلاح، والقضية لا تتوقف هنا بل تشمل كيفية التعاطي مع البيئة الحاضنة حيث هناك عشرات الآف من الناس المرتبطة بحزب الله ماديا وماليا، "وهذا الملف اساسي وحساس".
في السياق عينه اشارت الاوساط الى انه امام وجود فريقين مع الحزب وضده، لا يمكن للحاكم ان يكون مع طرف ضد الآخر وفي الوقت نفسه يجب ان يأخذ مصلحة لبنان بالاعتبار.
من هنا، رأت الاوساط انه يجب قراءة "كتاب الحزب" بدقة وتفاصيل، والبحث في كيفية حل الحواجز وتطبيق القانون والدستور في آن، مؤيدة الاتجاه نحو خطوات جدية قد تؤدي الى حل النزاع اللبناني اللبناني، وللوصول الى نتائج متوخاة من كل الشعب اللبناني لجهة حصرية السلاح بيد الجيش.
وختمت الاوساط: لا حاجة لردات الفعل العنيفة التي لا تسمن ولا تغني، خصوصا وانه ما يقال في العلن ليس نفسه ما يقال في السر، لا سيما وان حزب الله بدأ كلام جديا مع الجانب المصري بشأن ترسيخ وقف اطلاق النار.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن| شاركنا رأيك في التعليقات | |||
| تابعونا على وسائل التواصل | |||
| Youtube | Google News | ||
|---|---|---|---|